Amer 23rd April 2021

الكِبارُ فينا لا يَنتهونَ بمأتمٍ نحزن أن يغيبه الموت عنّا والموت حق .ولكن لا نحبط و لا نأسف حيث نعلم ان الكبار فينا لا ينتهون بمأتم وفقيدنا الغالي رمزي كان كبيرا، وكنا به كباراً... لا نحبط و لا نأسف لأن في قلوبنا أمل ومحبة وفرح: اننا كنا قلةُ متميزة من جيلٍ كان لهم نصيب في صداقته والنهل من معرفته والمشاركة في رؤيته والإعتماد على سنده في المصاعب كما في الأفراح. **** لقد كان رمزي محباً للحياة متشوقاً للعيش بكل دواخلها وبما تعطيه من حلاوتها كما في مُرها...عاش الهجرةَ من فلسطين مسقط رأسه كما عاش نشؤه في بلده الثاني لبنان، ولم ينس البلدين طوال حياته لابل إرتباطه بهما حمله وزر إيمانه بالعروبة، وفي هموم تطوير وبناء بلدانها وتفعيل وتحديث مجتمعاتها. وهو أرثٌ حَمَلَهُ في جُلّ المشاريعَ التي قام بها شرقا وغربا، وسكن وجدانه من الصين الى الأمريكيتين ومن الأندلسِ الى اسطنبول. **** وبمناسبة وضع الحجر الأساس للمشروع الأقرب اليه إعتزازاً وكبرياءً وتحدياً وهو تطوير وتأهيل مشروع Cirigan Palace Hotel Kempinski - Istanbul ، دعانا رئيس الوزراء التركي الراحل تورغت أوزال الى مائدة الفطور في مكان إقامته وبحضور نفر من مستشاريه وفي مقدمهم وزير السياحة التركي مسعود يلمز وحاكم ولاية اسطنبول بدر الدين دالان. وعندما عَلمَ اوزال بأن مقر مكاتب صنبر هي في لندن لأسباب إقتضتها الظروف الصعبة التي كان يمر بها لبنان والمنطقة العربية عاتبنا الرئيس التركي أن لم نأت الى تركيا للعمل والأقامة فيها ونحن المؤهلين لحمل جنسيتها كوننا ننحدر من أبوين يحملان الجنسية العثمانية. ووجه كلامه الى دالان محملاً اياه مسؤولية متابعة هذا الموضوع متى ارتائينا ذلك. وفي طريق عودتنا الى مكاتب صنبر سيراً بجوار البوسفور إلتَفتَ الي رمزي قائلاً : "عَجبَكْ؟ تَعرِضُ علينا الدول جنسيات بُلدانِها وأنا مُحَرمٌ عليّ ان استنشق ريحة تراب "الكرمل" في حيفا". **** الرحمة الدائمة لك ايها الفقيد الكبير..وليكن ذُكرَكَ مؤبداً.. لا أقولَ وداعا...ولن أقول وداعاً... ولكن الى اللقاء ايها العزيز. عامر خياط