?? ??? ?????? ??? ?. ????? ??? ???

Created by Amal 3 years ago
ببالغ الحزن تلقيت نبأ رحيل د. رمزي صنبر، رجل الأعمال الفلسطيني ابن مدينة حيفا الذي كان لي شرف معرفته ولقائه وهو صاحب كرم عليّ. فيما يلي بعض السطور أحكي فيها قصتي مع د. صنبر، لعل في ذلك ما ينصف ذكراه الطيبة.
بيروت ٢٠٠٨
تصلني رسالة إلكترونية من شابة تدعى مايا تبلغني بأن شخص ما علم عن خبر معرضي في بيروت "ميرون ٤٨" ويودّ أن يدعمني في مسيرتي الفنية. لم يكن ذلك الشخص سوى والد مايا، د. رمزي صنبر، رجل الأعمال الفلسطيني الذي أحبّ أن يدعم تجربتي الفنية الصغيرة، فكان أن قدّم لي بسخاء منحة دراسية لمدة عام حصلت فيها على دبلوم في الفنون الجميلة من جامعة الفنون في لندن. كان هذا في العام ٢٠٠٨. كنت ما زلت في بداياتي مع رسومات ميرون، الشخصية التي حملت اسم قريتنا الفلسطينية المهجّرة والتي علم عنها د. صنبر حين قرأ مقابلة صحافية أجرتها معي الصديقة رنا نجار لجريدة الحياة آنذاك حول معرضي "ميرون ٤٨" في بيروت.
قابلت د. صنبر أكثر من مرة في لندن وكان دائم السؤال عني يتصل بي مهتما لمعرفة أخبار دراستي ومعيشتي في عاصمة الضباب حيث كان مسكنه ومقرّ عمله. في لندن أيضا تعرّفت على نجلته مايا التي كانت صلة الوصل معه. لم يتوقف د. صنبر عن التواصل معي هاتفيا وعبر البريد الإلكتروني حتى بعد عودتي إلى لبنان. كان يتصل بي في كل رحلة له لبيروت ويدعوني حين كان وقته يسمح ولو بلقاء وجيز لفنجان قهوة. في تلك اللقاءات كان د. صنبر يسألني عن والديّ وأخوتي، عن عملي وعن الرسم والموسيقى. كان دائم التشجيع والثناء ولا أذكر يوما رأيته دون تلك الابتسامة الطيبة على محيّاه. في إحدى تلك الزيارات، استذكرنا معرضي في بيروت وأخبرني أنه قرأ المقال عن المعرض وهو في الطائرة لرحلة عمل. ثم ضحك وهو يقول لي أنه لم يكن من قراء جريدة الحياة لكن شاءت الصدف أن تكون هي الوحيدة المتوفرة يومها بعد أن نفذت الصحف الأخرى. هكذا، بصدفة صغيرة، وضعني القدر في درب جعلتني ألتقي بهذا الرجل الطيب فقدّم لي هدية ثمينة غيّرت مسار حياتي ومنحتني الكثير.
اليوم علمت بخبر رحيل د. رمزي صنبر.
بين رحيل جدتي ورحيله أسبوع بالتمام.
لا أعلم كيف أنهي هذه السطور. ولكني أعلم أن أثر ابتسامة د. صنبر لا ينتهي. وكم أودّ لو أنه يعلم أن ميرون تكبر وتحلّق بأجنحة من حب.
منذ أيام قليلة، أرسلت لي صديقتي نغم من غزة مراسلات صوتية ما بين الميرونتين: طفلتها ميرون و ميرون طفلة صديقتي أغصان في رام الله. كان هذا لقاءهما الافتراضي الأول. وكانت الميرونتين تتبادلان عهدا بالصداقة وبرحلة إلى شاطئ غزة. عدت اليوم  لتاريخ التسجيلات: السادس عشر من نيسان ٢٠٢١.
تاريخ رحيل د. رمزي صنبر.
وليس في ذلك صدفة يا د. رمزي. ليس في ذلك أية صدفة.
شكرا لك من كل قلبي.
عد لحيفا بسلام أيها الطيب.

Pictures